سر البهلوان
3 مشترك
منتدى جمعية المناهل :: °o.O ( قسم الإخبارات الإهداءات والاقتراحات ) O.o°
صفحة 1 من اصل 1
سر البهلوان
1- بهلوان مزيف وفضولي بحق
لئن كان يملك قلب حمامة فما عرف عنه قط، أنه بكى : قضى أبواه، وهو بعد صغير، فما بكى. تدرج مترجلا في سلالم البؤس وما بكى. تزوج وما بكى . أنجب وما بكى . لم يجد للأطفال ثمن الدواء والحليب ولوازم المدرسة وثياب العيد وما بكى….
أيبكي الرجال؟.
ما تساءل بالدارجة ولا بالفصحى، لكنه طمر الدمع عميقا وبالنفي عن السؤال أجاب.
بيد أنه لو قدّر له أن يسمع حكاية ذلك البهلوان لبكى. لأنه كان بدوره، ولو لم يكن، بهلوانا بكيفية أو بأخرى: الفاقة دفعته كي يحتال على الخبز( ولا حيلة له) بواهي الأسباب. لم يكن لصا ولا نشالاً. لم يكن ذا عضلات- يوظفها لكل غاية مفيدة- أو أفكار يعرضها في سوق الخدمات. لم يكن بائع حقائق ولا أوهام، ولا مشتريا حتى. حيلته الوحيدة أنه كان يجترح، كشبه بهلوان،معجزات مكشوفة، لعل أريحية أحدهم تقدّر “مواهبه” فتفاقم بالعطايا إملاقه على الدوام. ومع ذلك فما اشتكى يومًا ولا بكى…إلى حد أنه بدا كما لو كان راضيا على حياة ” اختارت عن قصد إذلال أمثاله” كما يقول في سخرية منزوعة المرارة.
ففي كل صباح، كان يتأبط أغراضا بئيسة، يقصد مع القاصدين سوقا عشوائيا، متوكلا على الخلاق الرزاق:”باسم الله توكلنا على الله.البايع يربح والشاري يربح واللي يصلي على النبي يربح”..مخفيا خيبته خلف شطارة موهومة، ويفاخر- حين يصفو المزاج- وبغير قليل من الاعتداد، بأنه “يقلع الضغمة من فم الكلب” دون أن يضع في الحسبان أن “كلبا” سيفدشه فدشا،يوما ما، على مرأى ومسمع، فتكون نهايته فاجعة كنهاية أي بهلوان .
وكأي بهلوان متواضع المؤهلات كانت له حياته الخاصة المبقعة بالثقوب: زوجة غلبانة وأطفال يتكاثرون- بلا متطلبات- كجيش أعزل ينتظر في قواعده عودة القائد، كل مساء ،لإحصاء الخسارات وصنع انتصارات مجلله بالهزائم. وإذا ما سطعت وسط الغيوم نجمة فرح فلن تزيد عن قفة بعروتين: كشكول من سقط لحم وخضر لاوية وأشداق خبز وقبطه نعناع تزنيتي ملفوفة في أوراق الجرائد القديمة و….بحة صوت، وظهر من فرط الوقوف مقصوم.
ومثله مثل بهلوان الحكاية، فهو لن يعود، فيما نظن، إلى بيته إذا ما خذله جمهوره من السوقة والأنذال الحازقين الباحثين- والعياذ بالله- عن الفرجة بالمجان و ببلاش…..
البهلوان، كما تقول الحكاية، كان يطوف، في دأب، القرى والمداشر البعيدة، عارضا على الناس براعته في ابتلاع سيف لامع طويل. يدسه بخفة في فمه القلاعي الادرد. ولأن الأهالي ميالون إلى البخل، قساة، فما عرف عنهم إطلاقا أنهم جادوا عليه بفلس صدئ، ما لم يبلغ منه مقبض السيف الحلقوووووووم.
لهذا ظل المسكين طوال عمره، يمزق أشلاءه بابتلاع السيوف، طمعا في غنائم لا قيمة لها. إلى أن جاء ذلك اليوم الفاصل الذي اقتحم فيه الحلبة فتى أغبر..محاولا كشف زيف البهلوان وسر خدعة ابتلاع السيوف المزعومة….أمام الأهالي والعالمين!.فبخفة البرق وبخرق انتزع الغريب السيف اللامع من يد البهلوان وناوله سيفا آخر” يلحس الناموس” ثقيل النصل. قائلا له بوقاحة في طيّها أمر وتهديد:
-اسرط هذه الصفيحةإذا أسميك رجلا!
اضطرب البهلوان. توهجت حدقتاه الغائرتان ببريق من الهلع. كان قد أعدّ العدة لكل التوقعات إلا أن يضع مصداقيته أحد في فوهة بركان.
استنفر الأهالي ضغائنهم الثاوية بدفع المشهد المرعب إلى أقاصيه.عبر الصفير والصراخ. فضاق الطوق حول البهلوان . ولأن الوقت في حالات مفاجئة كهذه، يمضي بلا هوادة، فقد تحول السيف بين يديه سيفا من نار. وما كان عليه إلا ازدراد الصفيحة عنوة وبالزج أو بالخاطر. فلأن يهلك بسيف غائص في الأحشاء خير له من أن يموت ذليلا وفي يده”آلةُ حمْلها إدّ”.
لربما تكون، في تلك اللحظة قد التمعت في وعي البهلوان فكرة وخيمة التبعات،وهو يرفع السيف المحزز في الهواء كفارس قديم. حتى إن رواية غير موثوقة تزعم أنه، وفي طرفة عين، بدل أن يغمد السيف في جوفه، جزٌ به عنق غريمه الفتى وشق لنفسه بين الجمع طريقا بحد النصل. بيد أن المرجح أن البهلوان لم يفْضل له وقت كي يرتب أفكارا بعثرها بفظاظة، ذاك الفتى الطالع من فاجعة.
لكن مم يخاف وسيف الفتى يظل في كل الأحوال، مجرد سيف؟ لم الوجل وهو كيان لا تمزقه السيوف؟
اقنع البهلوان ذاته بأنه أكثر من بهلوان، وواجه في الأخير حتفه المحتوم. تردد قليلا ثم تمالك أنفاسه من جديد وطلب من الحاضرين الصلاة على النبي.تفحص مرعوبا، بلا شك السيف الخنشليل الحسام المهند الصارم القتّال، وبما أن السيف سبق العذل، فإنه- أخيرا- دفع بالحديدة بين الشفتين والحنجرة والحلقوم.دفع بها بعيدا في العمق.
هلل الجمهور لكفاءة البهلوان وارتفعت في الأعالي الصلوات على النبي المصطفى.
فقد الفتى الفضولي صوابه حين أوغل البهلوان المهندَ في الأمعاء وضغطه لتأكيد المعجزة، حتى خرج من الظهر يلمع…. فصفت عينا البهلوان، وتيبست على شفتيه ضحكة الانتصار.
هاج الناس بالتها ليل، ورموا هذه المرة، حول صاحب الألطاف نقودا بسخاء، وحده الفتى انسحب من المشهد تشيعه اللعنات وهو غير مصدق لما رأى وسمع. أيكذب السيف، والسيف سيفه، أم يكذب البهلوان، وها البهلوان أمامه في شموخ تمثال؟.
شيئا فشيئا صفت الرؤية فرشحت من ظهر البهلوان حبات دم، تلاها خيط رفيع، ثم شلال،ليخر فجأة، صاحب المعجزات في ذهول صريعا..
هذا ما كان من قصة ذلك البهلوان التي لو اطلع عليها صاحبنا لتجنب هو أيضا، مزالق
التطاول على الناس واستخلص العبر..فمن يدري فقد يكون هو بدوره مضطرا إلى إيلاج السيوف في فمه القلاعي الأدرد كأي بهلوان حقيقي أو دعيّ .
2- فضولي مزيف وبهلوان بحق
في صباح أغبش شرع بهلوان آخر- على غرار البهلوان القتيل- في اجتذاب المتفرجين بزعيق فج ووعود لا تحصى وتبجحات .
تحلق الفضوليون حواليه ليروا المعجزات رأي العين.
استهل الحصة باستحضار فواكه في غير إبانها :عنقود عنب بئيس وحبة برقوق خامجة، حوّل الشاي إلى قهوة وأوراق اللعب إلى نقود، استخرج من فمه شرائط ثوب ملونة، أطلق من جيوبه سرب الحمام…
تجرأ أكثر فادّعى أن بوسعه إعادة النور للعميان!.
مرر يديه على عينين منطفئتين لأعمى- لا أحد أدرك حقيقة تلك الصدفة المريبة التي أجلسته في مقدمة الجمع- وكطفل مأخوذ بفرحة الاكتشاف راح الأعمى يصف بدقة ما يرى.من الممكن أنه كان يرى ومن الممكن أن مؤامرة صغيرة كانت مديرة بين الأعمى والبهلوان البصير…
نعم لقد ارتكب الأعمى أخطاء صغيرة لكنها لا تثير انتباه الرعاع والسوقة من المتجمهرين. ولا إثم عليه إن هو رأى السماء كبرتقالة حمراء سابغة.
طلب “البهلوان – الساحر” من المتحلقين الصلاة على المصطفى، وسرعان ما خيم الظلام على نهار الأعمى، ففطن إلى أنه إن هو أراد أن ينعم بالبصر المقيم عليه أن يرضخ لابتزاز الساحر….وإلا فطريق العمى مليء بالحفر.
انهالت الطلبات والتوسلات على البهلوان فأحس بنشوة وكبرياء طلب “فتوحا” خياليا للكشف.
سارع شيخ مسن يعرض رزمة نقود على الولي البهلوان الهمام. همس في أذنه بهمه الدفين، وفي خبث ابتسم البهلوان ورسم في الهواء حركة بذيئة. طاف حول العجوز مرتين مرتلا تمتمات بلا معنى.
أمر الشيخ بتفقد أطرافه الخفية المتجمدة من تحت الجلباب، فانبهر الشيخ بعودة الدفء إلى أجزاء حساسة من جسده الحميمي. ومادامت تلك مجرد أمارة فقد أعطى الساحر شارة رفع النداء بالصلاة على النبي المصطفى.
إلا أنه وبخفة أقرب إلى نزق الفتيان، نهض الشيخ مهددا الجمع بعصاه:
-والله ويحل شي كلب فمه حتى نفرع لزبور مو قلقولتو… والله ويصلي شي واحد على النبي حتى نهرس لأمه راسو..
ذهل الجميع.
لئن كان يملك قلب حمامة فما عرف عنه قط، أنه بكى : قضى أبواه، وهو بعد صغير، فما بكى. تدرج مترجلا في سلالم البؤس وما بكى. تزوج وما بكى . أنجب وما بكى . لم يجد للأطفال ثمن الدواء والحليب ولوازم المدرسة وثياب العيد وما بكى….
أيبكي الرجال؟.
ما تساءل بالدارجة ولا بالفصحى، لكنه طمر الدمع عميقا وبالنفي عن السؤال أجاب.
بيد أنه لو قدّر له أن يسمع حكاية ذلك البهلوان لبكى. لأنه كان بدوره، ولو لم يكن، بهلوانا بكيفية أو بأخرى: الفاقة دفعته كي يحتال على الخبز( ولا حيلة له) بواهي الأسباب. لم يكن لصا ولا نشالاً. لم يكن ذا عضلات- يوظفها لكل غاية مفيدة- أو أفكار يعرضها في سوق الخدمات. لم يكن بائع حقائق ولا أوهام، ولا مشتريا حتى. حيلته الوحيدة أنه كان يجترح، كشبه بهلوان،معجزات مكشوفة، لعل أريحية أحدهم تقدّر “مواهبه” فتفاقم بالعطايا إملاقه على الدوام. ومع ذلك فما اشتكى يومًا ولا بكى…إلى حد أنه بدا كما لو كان راضيا على حياة ” اختارت عن قصد إذلال أمثاله” كما يقول في سخرية منزوعة المرارة.
ففي كل صباح، كان يتأبط أغراضا بئيسة، يقصد مع القاصدين سوقا عشوائيا، متوكلا على الخلاق الرزاق:”باسم الله توكلنا على الله.البايع يربح والشاري يربح واللي يصلي على النبي يربح”..مخفيا خيبته خلف شطارة موهومة، ويفاخر- حين يصفو المزاج- وبغير قليل من الاعتداد، بأنه “يقلع الضغمة من فم الكلب” دون أن يضع في الحسبان أن “كلبا” سيفدشه فدشا،يوما ما، على مرأى ومسمع، فتكون نهايته فاجعة كنهاية أي بهلوان .
وكأي بهلوان متواضع المؤهلات كانت له حياته الخاصة المبقعة بالثقوب: زوجة غلبانة وأطفال يتكاثرون- بلا متطلبات- كجيش أعزل ينتظر في قواعده عودة القائد، كل مساء ،لإحصاء الخسارات وصنع انتصارات مجلله بالهزائم. وإذا ما سطعت وسط الغيوم نجمة فرح فلن تزيد عن قفة بعروتين: كشكول من سقط لحم وخضر لاوية وأشداق خبز وقبطه نعناع تزنيتي ملفوفة في أوراق الجرائد القديمة و….بحة صوت، وظهر من فرط الوقوف مقصوم.
ومثله مثل بهلوان الحكاية، فهو لن يعود، فيما نظن، إلى بيته إذا ما خذله جمهوره من السوقة والأنذال الحازقين الباحثين- والعياذ بالله- عن الفرجة بالمجان و ببلاش…..
البهلوان، كما تقول الحكاية، كان يطوف، في دأب، القرى والمداشر البعيدة، عارضا على الناس براعته في ابتلاع سيف لامع طويل. يدسه بخفة في فمه القلاعي الادرد. ولأن الأهالي ميالون إلى البخل، قساة، فما عرف عنهم إطلاقا أنهم جادوا عليه بفلس صدئ، ما لم يبلغ منه مقبض السيف الحلقوووووووم.
لهذا ظل المسكين طوال عمره، يمزق أشلاءه بابتلاع السيوف، طمعا في غنائم لا قيمة لها. إلى أن جاء ذلك اليوم الفاصل الذي اقتحم فيه الحلبة فتى أغبر..محاولا كشف زيف البهلوان وسر خدعة ابتلاع السيوف المزعومة….أمام الأهالي والعالمين!.فبخفة البرق وبخرق انتزع الغريب السيف اللامع من يد البهلوان وناوله سيفا آخر” يلحس الناموس” ثقيل النصل. قائلا له بوقاحة في طيّها أمر وتهديد:
-اسرط هذه الصفيحةإذا أسميك رجلا!
اضطرب البهلوان. توهجت حدقتاه الغائرتان ببريق من الهلع. كان قد أعدّ العدة لكل التوقعات إلا أن يضع مصداقيته أحد في فوهة بركان.
استنفر الأهالي ضغائنهم الثاوية بدفع المشهد المرعب إلى أقاصيه.عبر الصفير والصراخ. فضاق الطوق حول البهلوان . ولأن الوقت في حالات مفاجئة كهذه، يمضي بلا هوادة، فقد تحول السيف بين يديه سيفا من نار. وما كان عليه إلا ازدراد الصفيحة عنوة وبالزج أو بالخاطر. فلأن يهلك بسيف غائص في الأحشاء خير له من أن يموت ذليلا وفي يده”آلةُ حمْلها إدّ”.
لربما تكون، في تلك اللحظة قد التمعت في وعي البهلوان فكرة وخيمة التبعات،وهو يرفع السيف المحزز في الهواء كفارس قديم. حتى إن رواية غير موثوقة تزعم أنه، وفي طرفة عين، بدل أن يغمد السيف في جوفه، جزٌ به عنق غريمه الفتى وشق لنفسه بين الجمع طريقا بحد النصل. بيد أن المرجح أن البهلوان لم يفْضل له وقت كي يرتب أفكارا بعثرها بفظاظة، ذاك الفتى الطالع من فاجعة.
لكن مم يخاف وسيف الفتى يظل في كل الأحوال، مجرد سيف؟ لم الوجل وهو كيان لا تمزقه السيوف؟
اقنع البهلوان ذاته بأنه أكثر من بهلوان، وواجه في الأخير حتفه المحتوم. تردد قليلا ثم تمالك أنفاسه من جديد وطلب من الحاضرين الصلاة على النبي.تفحص مرعوبا، بلا شك السيف الخنشليل الحسام المهند الصارم القتّال، وبما أن السيف سبق العذل، فإنه- أخيرا- دفع بالحديدة بين الشفتين والحنجرة والحلقوم.دفع بها بعيدا في العمق.
هلل الجمهور لكفاءة البهلوان وارتفعت في الأعالي الصلوات على النبي المصطفى.
فقد الفتى الفضولي صوابه حين أوغل البهلوان المهندَ في الأمعاء وضغطه لتأكيد المعجزة، حتى خرج من الظهر يلمع…. فصفت عينا البهلوان، وتيبست على شفتيه ضحكة الانتصار.
هاج الناس بالتها ليل، ورموا هذه المرة، حول صاحب الألطاف نقودا بسخاء، وحده الفتى انسحب من المشهد تشيعه اللعنات وهو غير مصدق لما رأى وسمع. أيكذب السيف، والسيف سيفه، أم يكذب البهلوان، وها البهلوان أمامه في شموخ تمثال؟.
شيئا فشيئا صفت الرؤية فرشحت من ظهر البهلوان حبات دم، تلاها خيط رفيع، ثم شلال،ليخر فجأة، صاحب المعجزات في ذهول صريعا..
هذا ما كان من قصة ذلك البهلوان التي لو اطلع عليها صاحبنا لتجنب هو أيضا، مزالق
التطاول على الناس واستخلص العبر..فمن يدري فقد يكون هو بدوره مضطرا إلى إيلاج السيوف في فمه القلاعي الأدرد كأي بهلوان حقيقي أو دعيّ .
2- فضولي مزيف وبهلوان بحق
في صباح أغبش شرع بهلوان آخر- على غرار البهلوان القتيل- في اجتذاب المتفرجين بزعيق فج ووعود لا تحصى وتبجحات .
تحلق الفضوليون حواليه ليروا المعجزات رأي العين.
استهل الحصة باستحضار فواكه في غير إبانها :عنقود عنب بئيس وحبة برقوق خامجة، حوّل الشاي إلى قهوة وأوراق اللعب إلى نقود، استخرج من فمه شرائط ثوب ملونة، أطلق من جيوبه سرب الحمام…
تجرأ أكثر فادّعى أن بوسعه إعادة النور للعميان!.
مرر يديه على عينين منطفئتين لأعمى- لا أحد أدرك حقيقة تلك الصدفة المريبة التي أجلسته في مقدمة الجمع- وكطفل مأخوذ بفرحة الاكتشاف راح الأعمى يصف بدقة ما يرى.من الممكن أنه كان يرى ومن الممكن أن مؤامرة صغيرة كانت مديرة بين الأعمى والبهلوان البصير…
نعم لقد ارتكب الأعمى أخطاء صغيرة لكنها لا تثير انتباه الرعاع والسوقة من المتجمهرين. ولا إثم عليه إن هو رأى السماء كبرتقالة حمراء سابغة.
طلب “البهلوان – الساحر” من المتحلقين الصلاة على المصطفى، وسرعان ما خيم الظلام على نهار الأعمى، ففطن إلى أنه إن هو أراد أن ينعم بالبصر المقيم عليه أن يرضخ لابتزاز الساحر….وإلا فطريق العمى مليء بالحفر.
انهالت الطلبات والتوسلات على البهلوان فأحس بنشوة وكبرياء طلب “فتوحا” خياليا للكشف.
سارع شيخ مسن يعرض رزمة نقود على الولي البهلوان الهمام. همس في أذنه بهمه الدفين، وفي خبث ابتسم البهلوان ورسم في الهواء حركة بذيئة. طاف حول العجوز مرتين مرتلا تمتمات بلا معنى.
أمر الشيخ بتفقد أطرافه الخفية المتجمدة من تحت الجلباب، فانبهر الشيخ بعودة الدفء إلى أجزاء حساسة من جسده الحميمي. ومادامت تلك مجرد أمارة فقد أعطى الساحر شارة رفع النداء بالصلاة على النبي المصطفى.
إلا أنه وبخفة أقرب إلى نزق الفتيان، نهض الشيخ مهددا الجمع بعصاه:
-والله ويحل شي كلب فمه حتى نفرع لزبور مو قلقولتو… والله ويصلي شي واحد على النبي حتى نهرس لأمه راسو..
ذهل الجميع.
chakib- عضو جديد
- عدد المساهمات : 32
نقاط : 6210
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: سر البهلوان
يا إخواني اين الردوووووووووووووديا إخواني اين الردوووووووووووووديا إخواني اين الردوووووووووووووديا إخواني اين الردوووووووووووووديا إخواني اين الردووووووووووووود
skappa- عضو متميز
- عدد المساهمات : 932
نقاط : 6179
تاريخ التسجيل : 24/12/2007
منتدى جمعية المناهل :: °o.O ( قسم الإخبارات الإهداءات والاقتراحات ) O.o°
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى