موضوع هام
2 مشترك
منتدى جمعية المناهل :: °o.O ( قسم الإخبارات الإهداءات والاقتراحات ) O.o°
صفحة 1 من اصل 1
موضوع هام
كانت الشعوب قديما في حيرة من أمرها ، هل الكون مخلوق ؟ و لما تعاقبت الأجيال اكتشفت عبر القرون حاجتها إلى تفسير الكون تفسيرا عقلانيا حينئذ تساءل الإنسان : ما علاقته بالكون ؟ كيف كانت البداية ؟ و ما المصير ، و أسئلة كثيرة أقلقته بشأن الحياة و الخلود و الموت و الرسالة التي أوجدته أو بعث من أجلها ، نظر إلى الكون متأملا الصنع المحكم و التنسيق الدقيق و كل شيء يسير بميزان ، تأكد من أنّ الرسالة الأولى حملها الأنبياء و الرسل و أن قوة ما هي التي كلفتهم بها و هي التي توجه البشر و تنظم حياتهم بإحكام ، فلا يمكن أن تكون هذه القوة إلا إله يعرف سرها وهو الذي نسج بناءها ، هي دعوة للاعتراف به ، كان لابد من ترشيد البشر و تعليمهم كيف يعترفون به من خلال مسالك حياتهم و معاملاتهم و عبادتهم ، كيف يبنون حياتهم بأنفسهم في ظل القدرة الإلهية ، عبادة تحترم الإنسان و تعينه لا تهينه ولا تحقره تساعده على أن يمتلك في شخصيته خصائص العدالة والتسامح والانفتاح وقيم الخير والحق والتي هي قيم إنسانية بالمطلق ومجتمعية في آن.
و لما افترض الله تعالى عبادته إنما لحكمة لا يعلمها إلا هو يجب أن نسأل أنفسنا، لماذا أوجب الله علينا هذه العبادات ؟ من صلاة و زكاة و صيام و حج ...
لماذا عبادة الصيام ؟ ولماذا ؟ الإمساك عن الشراب والطعام طيلة النهار؟ فالله تعالى لا يريد أن يعذبنا بهذا, وهو غني عنا، ورزقنا هذه النعم وأحلها لنا ثم قال لنا: أمسكوا عنها من طلوع الفجر إلى غروب الشمس, وبين لنا العلة في ذلك لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].
إنّ كل العبادات، من صلاة وصيام وحج وزكاة وقيام ليل وذكر وتسبيح ... الخ لها فوائد دنيوية, وفوائد أخروية, أما الفوائد الأخروية فلا مجال للكلام عنها؛ ويكفيك من الفوائد الأخروية أن تعلم أن الله جل وعلا يدخل أصحاب العبادة الصالحة الجنة, ويدخل المعرضين عن العبادة النار وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60].
هي سلسلة من الأنشطة التي تحرك الإنسان و تحي فيه الرغبة في التعمير و المشاركة الإيجابية في بناء الحياة لأنّ عبادة الصيام عنصر من عناصر البناء في النفس الإنسانية و تعلمه النظام و كيف يواجه الحياة على اختلاف مظاهرها و تعدد وجهاتها تعلمه كيف ينسجم مع ذاته ثم مع الآخرين ، وقل أن تجد مجتمعاً من المجتمعات يشارك كل فرد منه في تخصصه بفاعليه إلا وضحت لك جوانب الفاعلية والقوة في هذا المجتمع . وليس أوضح دليل على هذا من ثورة التكنلوجيا التي يعيشها الغرب في كل جوانب الحياة المادية . لقد استغل كل فرد منهم قدرته ووظفها التوظيف الإيجابي لصالح مجتمعه ، وحينئذ تفوقت هذه المجتمعات في جوانب هذه الحياة . بينما تجد أن كثيراً من المسلمين يعيش سلبية عظيمة في حياته ، ولو سألت أي فرد من الطبقة المثقفة عن مدى مشاركته الفعلية في جوانب الحياة في مجتمعه على مستوى محيطه لوجدت سلبية كبيرة جداً طغت على هذه الطبقة من طبقات المجتمع ، وقل ذلك على مستويات أعلى أو أقل .
كيف يمكن أن تنشأ الحضارة و لم يدرك كثير من المسلمين حقيقة وجوده ، و لم يتساءل يوما بجد ، ما معنى الصوم ؟ وقد نوهت آيات الصوم صراحة على عدم قصدية الامتناع عن الطعام والشراب في الصوم لذاته فنصت أن الله يريد اليسر ولا يريد العسر بالناس، فالمبتغى ليس المشقة إنما امتحان إرادة المسلم وتنبيهه إلى مراقبة نفسه واستشعاره بالمسؤولية في شؤونه و دفعه إلى فقه وجوده بالوعي لا بالمعرفة الآنية و الثقافة السطحية و أنه خليفة في هذه الأرض و مسئولية الخلافة تتجاوز معنى السلطة الضيق ، ذلك لأنّ المسئولية تحمل على المدى الطويل أي تداولها من جيل إلى جيل ، فصورة الحضارة تبدأ من حيث فهمنا للعبادة و رسم خطط منهجية لحياتنا حتى يتسنى لنا النجاح فيها .
منقول
و لما افترض الله تعالى عبادته إنما لحكمة لا يعلمها إلا هو يجب أن نسأل أنفسنا، لماذا أوجب الله علينا هذه العبادات ؟ من صلاة و زكاة و صيام و حج ...
لماذا عبادة الصيام ؟ ولماذا ؟ الإمساك عن الشراب والطعام طيلة النهار؟ فالله تعالى لا يريد أن يعذبنا بهذا, وهو غني عنا، ورزقنا هذه النعم وأحلها لنا ثم قال لنا: أمسكوا عنها من طلوع الفجر إلى غروب الشمس, وبين لنا العلة في ذلك لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].
إنّ كل العبادات، من صلاة وصيام وحج وزكاة وقيام ليل وذكر وتسبيح ... الخ لها فوائد دنيوية, وفوائد أخروية, أما الفوائد الأخروية فلا مجال للكلام عنها؛ ويكفيك من الفوائد الأخروية أن تعلم أن الله جل وعلا يدخل أصحاب العبادة الصالحة الجنة, ويدخل المعرضين عن العبادة النار وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60].
هي سلسلة من الأنشطة التي تحرك الإنسان و تحي فيه الرغبة في التعمير و المشاركة الإيجابية في بناء الحياة لأنّ عبادة الصيام عنصر من عناصر البناء في النفس الإنسانية و تعلمه النظام و كيف يواجه الحياة على اختلاف مظاهرها و تعدد وجهاتها تعلمه كيف ينسجم مع ذاته ثم مع الآخرين ، وقل أن تجد مجتمعاً من المجتمعات يشارك كل فرد منه في تخصصه بفاعليه إلا وضحت لك جوانب الفاعلية والقوة في هذا المجتمع . وليس أوضح دليل على هذا من ثورة التكنلوجيا التي يعيشها الغرب في كل جوانب الحياة المادية . لقد استغل كل فرد منهم قدرته ووظفها التوظيف الإيجابي لصالح مجتمعه ، وحينئذ تفوقت هذه المجتمعات في جوانب هذه الحياة . بينما تجد أن كثيراً من المسلمين يعيش سلبية عظيمة في حياته ، ولو سألت أي فرد من الطبقة المثقفة عن مدى مشاركته الفعلية في جوانب الحياة في مجتمعه على مستوى محيطه لوجدت سلبية كبيرة جداً طغت على هذه الطبقة من طبقات المجتمع ، وقل ذلك على مستويات أعلى أو أقل .
كيف يمكن أن تنشأ الحضارة و لم يدرك كثير من المسلمين حقيقة وجوده ، و لم يتساءل يوما بجد ، ما معنى الصوم ؟ وقد نوهت آيات الصوم صراحة على عدم قصدية الامتناع عن الطعام والشراب في الصوم لذاته فنصت أن الله يريد اليسر ولا يريد العسر بالناس، فالمبتغى ليس المشقة إنما امتحان إرادة المسلم وتنبيهه إلى مراقبة نفسه واستشعاره بالمسؤولية في شؤونه و دفعه إلى فقه وجوده بالوعي لا بالمعرفة الآنية و الثقافة السطحية و أنه خليفة في هذه الأرض و مسئولية الخلافة تتجاوز معنى السلطة الضيق ، ذلك لأنّ المسئولية تحمل على المدى الطويل أي تداولها من جيل إلى جيل ، فصورة الحضارة تبدأ من حيث فهمنا للعبادة و رسم خطط منهجية لحياتنا حتى يتسنى لنا النجاح فيها .
منقول
aboura- عضو متميز
- عدد المساهمات : 249
نقاط : 6121
تاريخ التسجيل : 19/02/2008
رد: موضوع هام
شكــــــــــرآآآ
Elèctro-Chook- مشرف مساعد
- عدد المساهمات : 778
نقاط : 6238
تاريخ التسجيل : 27/10/2007
منتدى جمعية المناهل :: °o.O ( قسم الإخبارات الإهداءات والاقتراحات ) O.o°
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى